منذ أيام قليلة ودّع أبناؤنا وبناتنا صيفاً كله أمن وأمان وهذا فضل من الله، ومرح واسترخاء وترفيه، كان فرصة لمن أراد تطوير ذاته في المجالات التي يرغبها وتتناسب مع قدراته، وكان فرصة لمن أراد دخول سوق العمل وزاد من دخله وكسب خبره وكتم أنفاس فراغه، وكان فرصة لمن أراد استغلال الوقت بدخول حلقات القرآن الكريم أو الدروس العلمية.

وأيضاً كان فرصة لمحبي الدعة والفوضى، وقضاء معظم اوقاتهم مع الألعاب الالكترونية، ولخبطة النوم ينامون متى ما أرادوا، ويستيقظوا متى ما أرادوا، وتحويل النهار إلى ليل والليل إلى نهار، وربما خلطوا وقتاً من النهار مع الليل، تتبعوا أهوائهم في كل شيء، وعاثوا في قوانين أنماط الحياة دون تعكير أو مضايقة من احد.

أيها الأبناء والبنات الآن أتى دور تصحيح بعض مسارات الصيف الخاطئة، والعودة للجد والاجتهاد وبناء المستقبل، فقد حققتم رغباتكم في الصيف فابذلوا جهودكم الآن فيما يريده منكم والديكم ووطنكم، ونأمل أن لا يكون انطلاق العام الدراسي الجديد على الاهتمام بالأناقة والتنافس في ماركات اللبس والشنط وقصّات الشّعر وترك المضمون، كونوا جادين في كل ما من شأنه رفعة تحصيلكم العلمي ونضجكم الأخلاقي، فالمجد لا يقرّبه خمول، ولا عدم مبالاة، ولا الاهتمام بالقشور.

نأمل من إدارات المدارس أن لا تتحول جهودها في الأيام الأولى من الدراسة لتحويل أولياء أمور الطلاب والطالبات لمشاريع استثمارية في الطلبات، فالوضع المادي يختلف من أسرة لأسرة، ونحن على ثقة تامة أن الكادر التعليمي يدركون ذلك جيداً، وهم احرص منا في معالجة كل ما كان عبئاً على المسيرة التعليمية.

نسأل الله أن يعين الكادر التعليمي على أداء رسالتهم التعليمية السامية، وأن يعين أولياء الأمور على تربية أبنائهم وبناتهم، والقيام على شئونهم، وأن يوفق الطلاب والطالبات في تحقيق أمنياتهم.